هل عانيت يومًا من قسوة والديك؟ هل شعرت بالغضب والخوف والألم يتغلغل في نفسك؟ لست وحدك! فقد كشفت دراسة صادمة لمنظمة الصحة العالمية عام 2017 أن طفلًا من بين كل ثلاثة أطفال حول العالم تعرضوا للإساءة الجسدية أو العاطفية على يد أحد الوالدين! في كتاب أبي الذي أكره، يأخذنا الدكتور عماد رشاد عثمان في رحلة مؤلمة إلى أعماق النفس البشرية، ليُسلط الضوء على معاناة ضحايا القسوة الأبوية. إنضم إلينا في هذه الرحلة لنغوص في كتاب أبي الذي أكره ملخص ونستكشف سويًا تأثير الإساءة الأبوية على الأبناء وهل يمكننا حقًا التغلب على آثار القسوة الأبوية؟ تابع القراءة لتكتشف كيف يمكنك بدء رحلة الشفاء والتحرر من قيود الماضي!
أهم ما يمكن أن يقال في ملخص أبي الذي أكره
بدايةً الكتاب من تأليف الكاتب الدكتور عماد رشاد عثمان وهو كتاب مكون من 208 صفحة في ستة أجزاء تم إصداره عام 2022، يتناول الكتاب موضوعًا مهمًا وهو علاقة الآباء بأبنائهم وتأثير الاضطرابات في هذه العلاقة على الصحة النفسية للأبناء، وكيف يمكن التعافي من هذه الإساءات وصدمات النشأة.
الكتاب مكون من ستة أجزاء وهي كما يلي:
1.السجن
بدء الكاتب بوصف مجموعة من الأشخاص كلهم أبرياء، لكنهم مسجونون خلف قضبان من الشعور بالذنب والخوف والإساءة. هذه القضبان ليست مصنوعة من حديد، بل من التجارب المؤلمة التي عاشوها مع آبائهم وأمهاتهم أو غيرهم مثل الأعمام والخالات وحتى المعلمون، فهؤلاء صنعوا لهم هذه الزنازين تحت مسمى “كله عشان مصلحتك”.
كل زنزانة في هذا السجن تروي لنا معاناة مختلفة. ففي الزنزانة الأولى، يروي شخص كيف أن خوفه من والده كان يطارده في كل مكان، وأن ذلك الخوف قد سيطر على حياته بأكملها. أما في الثانية، فتحكي فتاة كيف أن حزن والديها الدائم قد جعلها تدفن مشاعرها وتخفيها، لماذا تخفيها لأن والديها بالبلدي كده “فيهم اللي مكفيهم”.
أما باقي الزنازين ففيها من يحكي عن الأب الحاضر الغائب، وأخرى عن أب دائم النقض لأبنائه ويرى كل ما يفعلونه ناقص، وزنزانة قد أنهكها التحرش الجنسي من خالها “أخو والدتها”، وأخرى أشعرها والديها إنها عورة حتى كرهت جسمها وأنوثتها، وفي أخرى توجد فتاة تلقت تعاليم الدين من أبيها حتى صارت ترى الله عبئًا عليها.
ويستمر الكاتب في رواية قصص من زنازين مختلفة لأشخاص لم يدركوا أن بإمكانهم الهروب من القيود الذي صنعها لهم أحبابهم. حتى تجرأ أحدهم وقرر فتح باب زنزانته، ليجد النور، ليجد الحرية والسلام في الخارج.
2.التكوين
تحدث الكاتب هنا أنه لا يهتم بشكل الإيذاء أو الإساءة قدر اهتمامه بالأثر الذي تتركه فينا هذه الإساءات. وذكر بعض أشكال الإساءات وأثارها علينا.
أشكال الإساءات المختلفة
- الإساءة البدنية: مثل الضرب بأنواعه من الصفع واللكم، أو التعذيب الجسدي كالحرق والربط والتكتيف.
- الإساءة النفسية: مثل التهديد والوعيد، المقارنات مع الآخرين، التفرقة على أساس الجنس والتنمر عليهم.
- الإساءة الروحية: وتكون بفرض الشعائر الدينية وتخفويهم من الله سبحانه وتعالى كأن الله سيصفعهم إذا رآهم.
- الإساءة الجنسية: التحرش بهم فعلا أو قولًا أو التعري أمامهم.
3.تأثير الإساءات على الأبناء
ثم ذكر الكاتب أن كل إساءة تؤثر علينا من أربعة أبعاد وهي جرح الهجر، والاستياء، والصدمة والأمان والخزي.
1. جرح الهجر
إن كل إساءة، حتى وإن لم تتضمن هجرًا فعليًا، فهي تترك في داخلنا “جرح الهجر”. فهي تقتلعنا من جذور الأمان، وتحرمنا من البيئة الحاضنة التي نحتاجها للشعور بالانتماء والحماية. يوضح الكاتب أن مفهوم “الوطن” بالنسبة للطفل هو تلك المساحة الآمنة التي توفرها الأسرة له كحماية وأمان من تهديدات العالم الخارجي. لكن عندما تتحول هذه الأسرة إلى مصدر للخوف والألم، يفقد الطفل هذا الشعور بالأمان، ويشعر بالغربة والتهديد حتى داخل منزله.
كما تحدث الكاتب عن “السلطة غير المرئية” التي تمثلها “لجنة النقاد الداخلية” التي تسكن عقولنا. هذه اللجنة تتكون من كل الأشخاص الذين مارسوا علينا نوعًا من السلطة أو النقد، ونحاول دائمًا إرضاءهم دون وعي منا. والكاتب يشجع على تحدي هذه السلطة غير المرئية، والتخلص من أصنام الـ “ينبغيات” (والينبغيات هي مجموعة القواعد التي فُرضت علينا والتي نعتقد أنه “ينبغي” علينا اتباعها).
2. الإستياء الدفين
أي “الغضب” كأحد أبرز المشاعر التي تنتج عن الإساءة. ويوضح الكاتب أن الإساءة تولد بداخلنا غضبًا عميقًا تجاه المسيء، ولكننا نضطر إلى كبته خوفًا من التعرض للمزيد من الأذى. وأن هذا الغضب المكبوت لا ينفك عنا، بل يظهر في أشكال مختلفة. فقد ينصب على أشخاص ليس لهم ذنب غير أنهم موجودين في حياتنا، أو يتجه هذا الغضب نحو أنفسنا، فنعنفها ونعاقبها على أخطاء لم ترتكبها، أو قد يتجه هذا الغضب الدفين نحو حياتنا بوجه عام، فيسيطر علينا اليأس والإحباط، ونرى العالم مكانا ظالما لا معنى له.
وبعد ذلك أكد الكاتب على أهمّية التعامل مع هذا “الطفل الغاضب” الذي يسكن داخل كل منا، وفهم مشاعره واحترامها، بدلًا من تجاهلها أو كبتها، حتي نتجاوز كل الصعاب ونتمكن من التعافي.
3. الصدمة والأمان
يتناول الكاتب مفهوم “الصدمة النفسية” وتأثيرها العميق على حياتنا، خاصةً عندما نتعرض لها في مرحلة الطفولة. ويشرح كيف أن الصدمة تُغيّر من طريقة عمل أدمغتنا، وتُؤثر على قدرتنا على الشعور بالأمان والثقة في الآخرين. ويُوضح أن الصدمة ليست مجرد حدثٍ مؤلم يمر بحياتنا، بل هي تجربة تهدد وجودنا، وتفقدنا الشعور بالأمان في العالم.
وكمثل الحكمة المشهورة ” إن التعليم في الصغر كالنفقش على الحجر ” كذلك عندما نتعرض للصدمة في الصغر، فإن أدمغتنا تنقش وتسجل هذه التجربة على أنها حالة من الخطر الدائم، مما يجعلنا نعيش في حالة من التأهب المستمر، وننتظر حدوث الأسوأ في كل وقت وأي وقت. وتطرق الكاتب إلى أن هذه الحالة من التأهب المستمر تؤثر على علاقاتنا بالآخرين، فنُصبِح عاجزين عن الثقة بهم، ونَميل إلى الانعزال.
4. الخزي “شعورٌ بالدنس”
هنا يناقش الكاتب مشاعر “الخزي” و”الشعور بالدنس” التي قد تنتج عن الإساءة الأبوية، خاصة الإساءة الجنسية. ويوضح كيف أن مشاعر الخزي تؤثر على نظرتنا لأنفسنا، وتكون أول عائق حين نريد تكوين علاقاتٍ ناجحة مع الآخرين.
واستفاض الكاتب إلى كيفية تعامل المجتمع مع ضحايا الإساءة الجنسية، وكيف أنهم دائمّا معرضين للوم والاتهام كأنهم الجناة وليس المجني عليهم بدلًا من الدعم والحماية. وبهذا التعامل من المجتمع الغافل تتفاقم مشاعر الخزي لدى الضحية، وتشعر بالذنب والعار، وكأنها هي المسؤولة الأولى والوحيدة عما حدث لها.
4.الإساءة وتكوين قالب العلاقات
يتحدث هذا الجزء عن تأثير الإساءة على علاقاتنا مع الآخرين. فركز على أن كل إساءة تُشكل جرحًا نفسيًا عميقًا، حتى لو لم تتضمن هجرًا فعليًا. يشبّه المؤلف الإساءة بالهجر النفسي، حيث يشعر الشخص بأنه متروكًا ومرفوضًا من قبل الشخص الذي كان من المفترض أن يحبه ويحميه. هذا الشعور بالهجر يخلق جرحًا عميقًا في داخل الطفل، ويؤدي إلى تكوين مشاعر سلبية مثل الخوف وانعدام الأمان.
يؤثر هذا الجرح على طريقة تعامل الشخص مع العالم من حوله، حيث يميل إلى رؤية العالم كمكان خطر وغير آمن، ويشعر بأنه وحدَه، وأن لا أحد يكترث لأمره
ينعكس هذا الشعور بالوحدة وانعدام الأمان على علاقات الشخص مع الآخرين، حيث قد يجد صعوبة في تكوين علاقات صحية وسليمة، وقد يميل إلى الانعزال أو اللجوء إلى آليات دفاعية غير صحية للتعامل مع مشاعره.
5.رحلة التعافي
هنا يحدث انتقال من شرح معاناة وآثار الإساءة إلى رحلة التعافي منها. يبدأ بتشبيه الحالة النفسية للإنسان المتعرض للإساءة بـ”المنزل المهدم”، حيث تمثل الإساءة الزلزال الذي هز أركان هذا المنزل، وخلف وراءه الكثير من الأضرار.
وأن التعافي هو رحلة إعادة بناء هذا المنزل، بترميم ما تهدم منه، وتقوية أساساته، ليكون أكثر صلابة ومقاومة للصدمات.
وأشار الكاتب أيضا إلى أن التعافي ليس مجرد نسيان الماضي أو تجاوزه، بل هو فهمه والتعامل معه، والتصالح مع الذات، وتقبل المشاعر السلبية الناتجة عن الإساءة، كالحزن والغضب والخوف مع التأكيد على أهمية طلب المساعدة من المختصين، والأطباء النفسيين والمعالجين، لمساعدة الشخص على فهم تجربته، وفهم ذاته الحقيقية وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين تؤهله لحياة جديدة مفعمة بالحب والسعادة .
وأخيرا تناول الكاتب موضوعًا حساسًا وهامًا في رحلة التعافي من الإساءة، وهو أهم ما يجب أن يذكر في ملخص كتاب أبي الذي أكره، وهو “التسامح”. وهل التسامح من ضروريات التعافي التام ؟ وهل يستطيع من تحمل الإساءة الأبوية أن يسامح بعد كل ما ذاقه من مرارة قسوة المعاملة أم يبدأ رحلة التعافي دون أن يسامح من أذوه.
6.رسالة إلى الحبيسين في أنفسهم
إلى كل روحٍ سجينة في زنزانة ماضيها، إليك رسالة من قلب “ملخص كتاب أبي الذي أكره” لا تدع جدران قصتك تقيدك، فأنت لست ولن تكون سجينًا إلى الأبد. انفض غبار الأمس عن جناحيك، وتعلم لغات جديدة للحب، لغات تحررك من قيود الخوف والخذلان، وتذكر مهما طال سجنك، ستظل طائرًا حرّا خلق ليحلق في سمائه وقتما شاء. ولن تصبح غير ذلك مهما يكن.
أنتَ تستحق الحب والسعادة، هذا الطفل الذي يسكن داخلك يحتاج من يطمئنه ويرعاه. لا تبخل عليه بالحنانِ والعطف، فكل يوم تمضيه في طريق التعافي هو قوة تضاف إلى قوتكَ الكامنة. انهض، وافتح زنزانتك، وحلق بعيدا، حلق نحو سعادتك العالم ينتظر أن يلامس ريشك ويشاركك رحلتك نحو الحرية.
أهم اقتباسات كتاب أبي الذي أكره
- “يظن الآباء أنهم بصفعاتهم يؤهلوننا لعالم قاسٍ لن يربت على ظهورنا، لا يدرون أن ربتاتهم الغائبة هي ما كانت ستؤهلنا لقسوته، وأن صفعاتهم لم تصنع فينا سوى الخوف.”
- “الغفران ليس لمن أخطأوا في حقّنا فقط، بل هو أيضًا لأنفسنا.”
- “لا يتعلق الخزي بكوني اقترفت شيئًا سيئًا بل بكوني أنا شخصيًّا شيئًا شيئًا غ في ڤفلا!”
- “نحن نكره آباءنا لأنهم لم يُحبّونا بما يكفي، ولم يُقدّروا احتياجاتنا من الحُبّ والاهتمام، ولم يكونوا سندًا لنا في رحلة الحياة.”
- “أحبني كما أنا، لا كما تريدني أن أكون.”
- “لقد ربّونا على الحبّ المشروط، على أنّنا لا نستحقّ الحبّ إلا إذا كنّا مطيعين ونُحقّق توقّعاتهم.”
- “الغفران ليس لمن أخطأوا في حقّنا فقط، بل هو أيضًا لأنفسنا.”
- “الماضي لا يُمكن تغييره، لكن يُمكننا أن نُغيّر طريقة تفكيرنا فيه.”
- “التسامح هو أن تُطلق سراح سجين، وتكتشف أنّ السجين هو أنت.”
- “كُنّا نعتقد أنّ السعادة تختبئ في مكان ما، وأنّنا سنعثر عليها يوماً ما. لم نكن ندري أنّها كانت تُخبّئ نفسها داخلنا طوال الوقت.”
نقاط قوة وضعف كتاب أبي الذي أكره
نقاط القوة
- تسليط الضوء على قضية هامة وهي الإساءة النفسية التي قد يتعرض لها الأبناء من آبائهم.
- يمتلك الكتاب لغة قوية ومؤثرة تصل إلى قلوب القراء وتُلامس مشاعرهم، فيصبحوا قادرين على هزم مخاوفهم، وبدء رحلة التعافي.
نقاط الضعف
- الكتاب فيه مبالغة عن معاملة الأب القاسية دون ترك مساحة للتحدث عن دوافع هذه المعاملة ومنها خوفهم الدائم على أبنائهم.
- القارئ البسيط للكتاب من الممكن أن يجد صعوبة في فهم بعض مصطلحات الكتاب.
مراجعات حول كتاب أبي الذي أكره
- “أعتقد أن هذا الكتاب كما هو جدير بأن يقع في يد كل شخص تعرض الطفل بداخله للإساءة، جدير أيضًا أن يقع في يد كل أب وأم لتلافي أخطاء التربية” – Goodreads
- “تقوم فكرة الكتاب حول أنواع الإساءات النفسية التي يتعرض لها الأبناء منذ الصغر وتأثيرها على حياتهم” – صحيفة الوطن”
وفي نهاية مقالنا ملخص كتاب أبي الذي أكره، يجب ألا يغيب عن خاطرنا أن أبائنا لم يدركوا للحظة واحدة حقيقة ما نجنيه من سوء معاملاتهم لنا، وأنهم لم يسعوا ولو للحظة واحدة لكي يرونا تعساء، وهم سيبقوا دومًا ملاذنا الأول والأخير. فمهما كانت تجربتك قاسية، انهض وقم بشد أذر نفسك وتصالح مع ذاتك وإبدأ حياة جديدة مليئة بالسلام الداخلي.
إقرأ أيضا ملخص كتاب الأب الغني والأب الفقير
أهم الأسئلة الشائعة حول ملخص كتاب أبي الذي أكره…
كتاب أبي الذي أكره بيتكلم عن ماذا؟
يتناول كتاب أبي الذي أكره موضوعًا مهمًا وهو علاقة الآباء بأبنائهم وتأثير الاضطرابات في هذه العلاقة على الصحة النفسية للأبناء، وكيف يمكن التعافي من هذه الإساءات وصدمات النشأة.
ما هو ملخص كتاب أبي الذي أكره؟
بدء الكاتب بوصف مجموعة من الأشخاص كلهم أبرياء، لكنهم مسجونون خلف قضبان من الشعور بالذنب والخوف والإساءة. هذه القضبان ليست مصنوعة من حديد، بل من التجارب المؤلمة التي عاشوها مع آبائهم وأمهاتهم أو غيرهم مثل الأعمام والخالات وحتى المعلمون، فهؤلاء صنعوا لهم هذه الزنازين تحت مسمى “كله عشان مصلحتك”.
من هو كاتب أبي الذي أكره؟
الكتاب من تأليف الكاتب الدكتور عماد رشاد عثمان؛ خريج كلية الطب بجامعة الإسكندرية، الدكتور عماد رشاد عثمان، يجمع بين عمله كباحث في مجال أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي وبين موهبته الأدبية التي تجلت في روايته الناجحة أبي الذي أكره.
كم سعر كتاب أبي الذي أكره؟
يتراوح سعر كتاب أبي الذي أكره ما بين 300 إلى 400 جنيه مصري.
أبي الذي أكره كم صفحة؟
كتاب أبي الذي أكره مكون من 208 صفحة في ستة أجزاء تم إصداره عام 2022.
ملخص رائع ومشوق حقًا، دمتي موفقة
Pingback: ملخص كتاب فن اللامبالاة مارك مانسون