لأنك الله، سأضبط إيقاع حياتي على يقيني بأسمائك البهية وصفاتك العليّة، لأعيش معانيها في ضعفي وقوتي، حزني وفرحي….يكفيني أن أقول ياربّ، وأن أنطق باسمك الذي يحقق وصف غايتي. فأنت يا الله أخبرتنا في منزل كتابك الكريم:
” وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ …فسبحانك يامن أمرتنا أن ندعوك بأسمائك الحسنى لنهدأ ونركن إلى كنفك وكلنا ثقةٌٌ بأنك ستستجيب… ولكي تنتعش الروح بمناداة ومناجاة الخالق عزّ وجلّ بأسمائه الحسنى؛ لابدّ من الفهم العميق لكلٍّ منها.
نبذة عن الكاتب علي بن جابر الفيفي
يعمل الكاتب علي جابر الفيفي كمحاضر في قسم الشريعة واللغة العربية في كلية البرامج المشتركة بالمحالة. التحق بالجامعة عام 1435 هجرية، وحاصل على بكالوريوس في تخصص العودة، هذا إلى جانب حصوله على درجة الماجستير في تخصص الدعوة والاحتساب، له العديد من الأبحاث العلمية المتميزة، إضافة إلى العديد من العديد الكتب نذكر منها:
- لأنك الله -الجزء الأول
- لأنك الله – الجزء الثاني
- الرجل النبيل
- أعمق من الكلمة
ملخص كتاب لأنك الله
سنأخذك اليوم عزيزي القارئ في رحلةٍ- لعمري أنها عظيمةٌ- مع ملخص كتاب لأنك الله: إلى السماء السابعة للكاتب علي بن جابر الفيفي، والذي صدر في شهر يناير عام 2016 عن دار الحضارة للنشر والتوزيع. يستعرض الكاتب فيه رحلةً روحيّةً فريدةً مع عشرةٍ من معاني أسماء الله الحسنى، تأخذ القارئ إلى عوالم جديدة من الإيمان والأنس بالّله . إنها دعوة لي ولك! لنتأمّل معاني صفاته جلّ جلاله، و نتذوّق حلاوة الإيمان به ، ونستشعر القرب من الله في حركاتنا وسكناتنا..تجد نفسك بين سطوره تسجد لله إجلالاً وتقديراً، ويتبتل القلب بين كلماته خشوعاً وحبّاً.
الصمد
مع اسم الله الصمد لن تبقى تائهاً في غيابت الهموم، ولن تبحث عمّن يحتضن حزنك!
فاللّه الصّمد! يمدّك بأسباب الصمود لتكمل طريقك، وتخرج من تيه نفسك إليه، وتجابه واقعك بشموخٍ. فلتبدأ مع الصّمد عهداً جديداً لا خوف بعده أبداً…
- في ظلال الصمدية: إنّ الصمود له سبحانه أهمّ تجليات الإخلاص في العبادة. كيف لا تصمد وقد أنزل في كتابه الكريم سورة الإخلاص “قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد”، و التي يتجلّى فيها اسم الله الصمد.
- أمواج: ففي كل لحظات حياتك أنت بحاجةٍ إليه، فإن لم ترجع إليه اختياراً؛ رجعت إليه اضطراراً. فانظر الى ركاب سفينةٍ تلاطمت بها أمواج البحر … وزعزعت فكرة الموت طمأنينة الحياة في نفوسهم ، تراهم لاينطقون سوى كلمة واحدةً…ياالله!.
- أفكار الزيف: إن الإيمان أسهل فكرةٍ في الوجود، هي كلمةٌ قلها بإخلاصٍ فقط!، ثم اتركها لتُشتّت أفكار الزيف. قال تعالى: “قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون”.
- الكواكب: إنّ الحياة بكل تجلّياتها همسٌ يقول لك: الذي تبحث عنه على عرشه يسمعك! قال تعالى: “الرّحمن على العرش استوى” .فضع يمين قلبك ماشئت، ويساره ماشئت، ولكن أمامه! لا تضع إلا مرضاة ومراقبة وحبّ الله…
- وتنساه…إذا بحثت عن شيءٍ فلم تجده؛ دعه وانشغل بالله ..فهو الذي جعل ذلك الشيء يضيع لتصمد إليه، وتلتجئ لتقول: اللهمّ ردّ عليّ ضالتي، فيردّها! فالله يريدك أن تنشغل به عن حاجتك، ولكنك تنشغل بها، وتنساه!!
- اصمد إليه: إذا مرضت اصمد إليه أن يشفيك.. اصمد إليه أن يحفظك من كل مكروهٍ.. اصمد إليه أن يكون معك ويحيطك برعايته…
- البوصلة: لماذا ننتتظر جائحةً تردّنا إليه؟ ومصيبةً تُذكّرنا باسمه ؟ وكارثةً نعود بها الى المسجد ؟ ألا يستحق أن نخضع له و نلتجئ إليه دون جوائح وكوارث ومصائب؟ ..عدّل بوصلة قلبك باتجاهه، ثم سر ولو حبواً على ركبتيك، من المؤكد أنك ستصل…قال تعالى: “فأينما تولوا فثمّ وجه الله”
- فرغ قلبك من غيره: يقول الكاتب أعجبتني مقولة نقلها ابو حامد الغزالي عن أحد العارفين يقول فيها عن اسم الله الاعظم: فرّغ قلبك من غيره ثم ادعه بأي اسم يجيبك…
- خطوات: انظر في أي اتجاهٍ شئت، ولكن اجعل في قلبك عينين لا تنظران إلا إلى عظمته..تحدث، استمع ، امش، ولكن اصمد إليه بقلبك وروحك وتفكيرك وارادتك. اصنع منبهاً وعلقه في أعلى قلبك، دقاته تقول: ماذا يريد الله ؟ ماذا يريد الله ؟ ماذا يريد الله ؟
- شموخ: قال الخليفة لابن عمر وهو يطوف حول الكعبة: سلني ياابن عمر! فنظر إليه بشموخ الصامد الى الله وقال: من أمر الدنيا أم الآخرة؟ و قال أما الآخرة فلله! ولكن من شؤون الدنيا! .. لم أسأل الدنيا من يملكها، فكيف اسألها من لا يملكها؟
- حقيقة: لا عبور لأي رغبةٍ إلا من طريق الله، فإنه وحده الذي لاحول في الوجود ولا قوة إلا به.
الحفيظ
مع اسم الله الحفيظ لن تخشَ شيئاً بعد اليوم. فهو وحده من يحفظ حياتك، صحتك، و مالك… يحفظ كل شيء في هذه الحياة !
- أيها القلب اطمئن: فعندما تدعو اللّهم احفظني من بين يديّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي. فإنك تستحفظ الله جهاتك الستّ، وتطلب منه هالة حفظٍ تحوطك من جميع الجهات ولا يقدر على ذلك إلا هو فاطمئنّْ.!
- طرقات الزيغ: لو لم يُثبّت قلبك على دينه لتناوشتك الشبهات وتخطفتك الأهواء! إنّ الحفيظ هو من يحفظ دينك ..لا مجموعة المعلومات التي في رأسك. لا تغترّ بعلمك، ولا بحفظك لكتاب الله، ولا باستظهارك لشيءٍ من سنّة النبي. والله ستزيغ إن لم يحفظ الله دينك .
- وننسى الله: فكلّ حادثٍ ينجو منه صاحبه وراءه حفيظٌ أنجاه منه. أوَ نتذكر مانع الانزلاق، مكابح السرعة، البالون الواقي، وحزام الأمان وننسى الله !.
- المعقبات: يقول تعالى: “له معقباتٌ من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله” . وفي هذا السياق يذكر الكاتب قصة محاولة اغتيال الشيخ عائض القرني، التي نجا منها بذكر الله و تحصين نفسه بالأدعية. إن هذه الحادثة درسٌ متكاملٌ.. بل كتابٌ من عدّة أجزاء في معنى اسم الحفيظ.
- مابين القوسين: أتعلم أنه يحفظك في كل لحظةٍ ؟ بل في كل لحظةٍ يحفظك مئات المرّات !! كيف يحفظك ؟ و أنت في هذه اللّحظة التي تقرأ فيها (مابين قوسين) حفظ الله قلبك من التوقف، وعقلك من الجنون، وكليتك من الفشل، ومعدتك من القرحة، كلّ هذا وأكثر في حفظه في هذه اللحظة ..
- قارورة: يروي الكاتب قصة أربعةٍ من الأصدقاء ذهبوا إلى مكان يسمى الشقّ .. الهبوط إليه مغامرةٌ، بل مجازفةٌ بالحياة، وفي طريق عودتهم.. تهشّمت الطبقات الصخريّة تحت أقدامهم….تعبوا و أنهكوا و بلغ بهم العطش مبلغاً عظيماً وأجهشوا بالدعاء.. فإذا به وفي مكانٍ لا يمكن أن يكون وطأته قدم إنسان..وإذ بقارورة ماءٍ! لم تكن القارورة رمز النجاة من الموت بل رمزٌ لحفظ الحفيظ…
- أعظم وأكثر واكبر: ولاسم الله الحفيظ مع كل مخلوقٍ قصةٌ، فهو لا يخلق خلقه ثم يتركهم؛ بل يمدهم بالسلاح الذي يواجهون به مفاجآت الحياة. يعطي كل مخلوق سيفه الخاص ليخوض به حرب الحياة، ومالا تعلمه البشرية من حفظه سبحانه أعظم وأكثر وأكبر…
- يدافع عنك: ومن صور حفظ الله سبحانه أنه يدافع عن المؤمنين.. قال تعالى: “إنّ الله يدافع عن الذين آمنوا”. وفي الحديث القدسيّ: “من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب” …تخيل حرباً بين عدو للدعوة وللحق وللدين، وبين الله!من المنتصر ؟ من المهزوم ؟ بل من المخذول ؟. إنّه لعباده المؤمنين حفيظ، يحفظهم حفظاً خاصاً معه الحب والرعاية والرحمة .
- وديان السباع : تخشى من ماذا إذا كان الله معك؟! يجعلك هذا الاسم تمشي في الظلام تجوز وديان السباع.. تخوض مستنقعات التماسيح دون خوفٍ أو وجلٍ.. لكن خذ بالأسباب! وسيحفظك الله.
- أنا الفقير: ثق بضعفك.. ثق بهزال رأيك… ثق بفقرك …ثم اجعل قلبك معلقاً بالله . قال تعالى في قصة يوسف: “لو أنّ لي بكم قوةٍ أو آوي إلى ركنٍ شديد”.
- ياغلام: من أعظم الأسباب التي تستجلب بها حفظ الحفيظ سبحانه وتعالى أن تحفظه في أوامره ونواهيه. تأمل الحديث! يا غلام إني أعلمك كلماتٍ : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك ، رُفعت الأقلام وجفت الصحف..
- اختناق: اشمخ على مخاوفك و أحزانك! سينجيك الله منها كما نجى ذا النون بن متّى عندما كان في ظلماتٍ ثلاث: البحر، الليل، و بطن الحوت ..يواجهها بكلمةٍ واحدةٍ! لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. ..كلنا في هذه الحياة ذو النون …والحياة قد التأمت علينا ولن ينجينا منها إلا حفظ الله ..
اللطيف
هل لديك أمانٍ بعيدة المنال ..
هل أخبرك الأطباء أن لا أمل في شفاء قريبك ..هل تشعر باليأس لأن ما يمكنك أن تفعله لن يأتي إليك بما تتمنى حصوله؟
إذن تعال معي لنتعرف إلى اسم الله اللطيف! لتكتشف أن أحلامك المستحيلة ستغدو ممكنة التحقق إذا ما طرقت باب اللطيف…
- خفيّ الألطاف: اللطف أصله خفاء المسلك ودقة المذهب .. .فالله سبحانه هو المحسن إلى عباده في خفاء وستر من حيث لا يعلمون. وتأتي بلطفه عظائم المقادير التي تستبعد أكثر العقول خيالاً وقوعها، فيجعلها كائنة حاضرة!…
- نسيم اللطف: إذا أراد اللطيف أن يكرمك، جعل من لا ترجو الخير منه هو سبب أعظم العطايا التي تنالك! رؤيا في منام ملك مصر… كانت سبباً خفياً لطيفاً يستنقذ به يوسف الصدّيق من أصفاد الظلم .
- الصخرة: لطف الله يجعلك توقف سيارتك في مرتفعات الجبال لتتأكد من شيءٍ ساقه الله إلى فكرك… ليحميك من صخرةٍ عظيمةٍ هابطةٍ من أعلى الجبل… فتكمل رحلتك سالماً ولا تعلم أنه هو من أنقذك!
- الخفايا والخبايا: يقول الشيخ السعدي: وهو اللطيف الذي أحاط علمه بالسرائر والخفايا، وأدرك البواطن والخبايا، وهاهي رؤيا من أعظم رؤى البشرية، يراها يوسف وهو في حالةٍ تقول كل مؤشراتها الطبيعية باستحالة تحققها.. لتلتف أقدار اللطيف وتحقق تلك الرؤيا …
- الأحلام البعيدة: مهما تباعدت أحلامك وصار بينك وبينها مفاوز شاسعة يأتي بها الله، فلا تيأس وربك لطيفٌ لما يشاء. قال تعالى: “يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ”.
- لحظات اللطف الحاسمة: انظر لنفسك حينما تدخل الغرفة في اللحظة التي كاد طفلك أن يسقط فيها من على السرير وتساءل.. لماذا الآن بالذات دخلت الغرفة.؟ هذه القصة، وغيرها من الأحداث التي تتذكر بها ظلال اللطف وهي تغمر حياتك..
الشافي
هل رضّتك الأوجاع وأتعبتك الآلام ..
هل كرهت مراجعة الأطباء وتعبت من السير في ممرات المستشفيات..
اسمح لنفسك المنهكة أن تلتقط أنفاسها قليلا لتقرأ خفايا اسم الله الشافي.. الذي ستعلم بعد أن تتفيأ ظلاله مقدار حاجتك إليه ومقدار بعدك عنه .
- لا مرض بعد اليوم : الشافي هو اسمٌ يفصح عن معناه ويعكس ظاهره خبايا باطنه. قدّر الله على هذا الجسد أن تنطفئ نضارته مؤقتاً حتى يأخذ المرض مداه، وتنغسل أنت من الدنيا جيداً..يأذن الشافي سبحانه للداء بالانصراف عن جسدك.. ويأمر الصحة أن تعاود سيرتها الأولى، وتعود ابتسامةٌ أذبلتها أيام الرحضاء ..
- يشفيك بلا سبب: لأنه الشافي يشفيك بلا سببٍ… باأضعف سبب.. وبأغرب سببٍ …يروي الكاتب عن أغرب ماقرأ، عن قصة طفل مصاب بالسل وأمراض أخرى، وزعم الأطباء أن موته قد شارف ليشفى بنصيحة شيخ طاعن.
- لا تدري: لعلك مصاب بمرض وأنت لاتدري، وتأكل الطعام الذي فيه شفاؤك وأنت لا تدري. وقد يضع الله شفاءه في ماء زمزم، بالصبر، و كذلك بالدعاء، والصدقةن والاستغفار بالتوبة ، الرضا…كمايشفي بلا شيء ! لأنه أذن بالشفاء وفقط!
- وعاد النور: من فاقد البصر بسبب حادث وقع عليه وأفقده بصره، إلى شخصٍ عاد إليه النور، وصار يرى الحياة من جديد. وكلّ ذلك بسبب صدقة…
- عد إليه: عد إليه بالرضا ، بالسجود ، بالتوبة ، بالاعتراف .. ليس هناك مستشفى في الدنيا تداويك إذا لم يشأ الله لها ذلك . .
- موعد مسبق: يمرضك لتعود إليه فإذا عدت رفع عنك المرض ..إذ أنه لم يعد للمرض فائدة..الشافي لن تحتاج إذا أردت الدخول عليه إلى موعد مسبق. فقط قل: ياالله! فإذا بأعظم مستشفى إلهي تفتح أبوابها ..
- ضع نقطة: هذا هو أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام الذي جاء ربه بقلب سليم .سليم من أي ذرة شرك قد تعتري قلباً ضعيفاً يقول “وإذا مرضت فهو يشفين” ضع نقطة هنا. لن تحتاج إلى غيره إذا أراد شفاءك، ولن يفيدك غيره إذا لم يرد .
- الرضا: قد يكون الدواء أقرب إليك مما تظن !! فهاهو أيوب يؤمر أن يضرب برجله الأرض هذا مغتسل بارد وشراب . “دواؤك فيك وناتشعر وداؤك منك وما تبصر” ..إذا رضيت عن الله لرضاك الله .فالمرض من أقسى اختبارات الرضا …فإذا نجحت في الاختبار على كراهة ألمه، كانت النتيجة مرضية من جهة إفضائه إلى مابحب وهو رضا الله …
- أنهار الذنوب: ليس هناك آهة مريضٍ إلا ويسمعها، ولا ألم إلا ويعلم موضعه، ثم إذا ماتم مراده ونزفت على آهاتك أنهار الذنوب.. أمر سبحانه العافية أن تعود اليك، فإذا بك تمشي في أرض الله وقد اغتسلت من الذنوب…
الوكيل
هل لديك أشياء تخشى عليها، وتريد أن تجعلها في عهدة من لا تضيع عنده الأشياء؟ .
إذن فادلف إلى أنوار اسم الله الوكيل..
يقول الله سبحانه عن نفسه العلية “رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا “.. .
- خطة سنوية: و إن أعظم ماتتوكل على الله فيه هو عبادته .. اجعل دعاءك “اللّهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” ضمن جدولك اليومي وخطتك السنوية وأهداف حياتك ..
- انكسر له: وهو رحيم، فقط أنزل حوائجك ببابه وحده فقط!.. اجعل قلبك منكسراً، وكأنك مخبتٌ تحت العرش ولو لم تدعه …”وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم”..
- الدموع المبتسمة: “وتوكل على الحي الذي لا يموت” …الله، سيحول جميع مشاكلك إلى حلول، وكل آلامك إلى عافية، وكل أحلامك إلى واقع، وكل دموعك إلى ابتسامات …
- اكسجين الحياة: ليس التوكل منجاة من ظلم الظالمين، وإعانةٍ على عملٍ معين فحسب؛ بل هو أكسجين الحياة. فهل تستطيع العيش بدون اكسجين؟ .
- الحياة بدونه جحيم: توكل عليه في سعادة حياتك فالحياة جحيمٌ بلا الله . …دعك من حاجاتك وأحلامك وهمومك، ولنتخيل أنك انسانٌ بلا حاجات.. أنت تحتاج أن تتوكل عليه ليحبك؟ ألست تريد أن يحبك الله! قال تعالى: “إن الله يحب المتوكلين”
- حسبي الله: يأتي بعض الناس ليثبطوك.. لينقلوا اليك شيئاً من الواقع البشع.. ليهزوا يقينك الداخلي، في تلك اللحظة! اغسل قلبك بالإيمان وقل حسبي الله ونعم الوكيل.. “الذين قال لهم الناس أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبلوا بنعمةٍ من الله وفضلٍ لم يمسسهم سوء”.
- سبب مقنع: أتدري لماذا يكفي أن تتوكل على الله ؟ هناك سببٌ مقنعٌ جداً ! و هو كونه سبحانه يملك السماوات والأرض…”ولله مافي السموات والأرض وكفي بالله وكيلا” .
- احذر: احذر ان تتخذ وكيلاً غيره، واحذر أن تلتجئ إلى سواه ، سوف يصيبك الوهن… سوف تغزوك الوساوس… سوف يتعلق قلبك بشعب الدنيا …قال تعالى: “إلا تتخذوا من دوني وكيلا” ..
- اشياء تهددك: إذا خرجت من البيت ينتظرك في الخارج الكثير من القصص .. لذلك قل عندما تخرج ماأوصاك به رسول الله: “بسم الله توكلتُ على اللهِ ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله اللهمّ إني أعوذ بك أنْ أَضلّ أو أُضلّ أو أَزلّ أو أُزلّ أو أَظلم أو أُظلم أو أَجهل أو يُجهل عليّ”…في كل لحظة تذكر أن هناك رب أمرك أن تتوكل عليه ولن تخيب أبدا …..
الشكور
من المؤكد أنه قد سبق و أسديت لأحدهم معروفاً، ثم تنكر لك.. نسيك مباشرة.. لم ينعكس ذلك المعروف على صفحات وجهه ..بقي مقطبا كما كان …تجربةٌ مؤلمةٌ ولا شكّ! لاتحزن، فالحياة مليئة بهؤلاء الذين لايعرفون كلمة شكراً..
فقط دعهم وانصرف إلى الشكور سبحانه لتحيي ازاهير قلبك التي حطمها هؤلاء ….
فهو سبحانه يأمرك بالعمل الصالح الذي فيه صلاح دنياك وآخرتك، فإذا عملته يكون سبحانه هو المستحق لشكرك لدلالتك عليه، ولكن بكرمه هو من يشكرك عليه!
- مسألة حسابية: اقرأ قوله تعالى وتخيل..”مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” ..سبحانك ياالله ! مع كرم الله، تتغير المسائل الحسابية، لأنه كرم لا يخضع للمعادلات الحسابية، بل للفضل الإلهي!
- واذكر في الكتاب: يروي الكاتب كيف أن الله شكر أنبياءه الذين بلّغوا الرسالة بأن أعلى ذكرهم، وجعلهم قدواتٍ يُقتدى بهم، وخلّد قصصهم في أعظم كتبه..حيث قال عزّ من قائل:”واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبيّا” ..”واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصاً”…”واذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد”…نعم! هكذا يشكر الله عباده الذين اصطفى!…
- مثقال ذرة: الله لا يشكر الأعمال العظيمة فقط، بل حتى مثقال ذرة خيرٍ منك يشكره وينميه. يقول في كتابه الكريم :”فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره”.
- أنفق..انفق عليك: يقول رسول لله صلى الله عليه وسلم: “مانقص مال من صدقة” . ويقول الله في الحديث القدسي: “ياعبدي أنفق أنفق عليك”
- وافعلوا الخير : ومن أوضح صور الشكر الرباني، هو مااقترن ببرّ الوالدين، من تيسيرٍ في العيش، وتوفيق في جميع الشؤون، حتى كان النجاح في الحياة حصراً على أصحاب البر. و يمكنك أن نستعرض من تعرفهم من الناجحين، و ستجد برّ الوالدين جامعاً مشتركاً بينهم في قصص نجاحهم….”وافعلوا الخير”
- اسكت : و أما إن سألت عن أعظم خيرٍ يمكنك فعله، هو أن تسلم وجهك لله. سئل الإمام أحمد: من مات على الإسلام والسنة مات على خير.؟فقال لسائله: اسكت، بل مات على الخير كله .
- إلى أين: قبل لاعرابي: إنك تموت، فقال: إلى اين؟ قبل: إلى الله! فقال: كيف أكره أن أقدم على الذي لم أر الخير الا منه !
- انتشال: الله هو القادر على انتشالك مما أنت فيه، اعمل الخير لينتشلك به، كما كان تسبيح يونس سبب انتشاله من بطن الحوت ..
الجبار
روحك المنكسرة قلبك المهشّم انفاسك الضعيفة، تحتاج إلى من يجبر التهشّم والضعف والانكسار!
مارأيك أن تتعرف على اسم الله الجبّار لتحبر بمعانيه الرحيمة كسورك؟
- قلبك المهشم كيف تهشم: فهو سبحانه علم أن كسوراً ستعتري عباده في أبدانهم وقلوبهم وحياتهم، لذلك تولى نفسه جبرها برحمته، وسمى نفسه الجبَار، ليعلم عباده أنه هو القادر على جبرها فيلتجؤون إليه، ويجبرها الله بضماد رحمته…
- واجبرني: حيث شُرع لنا أن نقول بين السجدتين:” اللهم اغفرلي وارحمني وعافني واجبرني “..
- واحلل عقدة من لساني: يذكر الكاتب، التقيت مع طالب في العام الفائت يعاني من عقدة في لسانه، لايكاد ينطق بكلمةٍ دون أن يعيدها مراراً وتكراراً، أمسكته ونصحته بألّا يسجد سجدةً لله إلا ويدعو “واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي” لألقاه بعد عامٍ ، و قد حلّ الجبّار عقدة لسانه بدعوة في سجدة.!
- يحبك مبتسما: يحبك الجبار مبتسماً، فيصنع من جميل أقداره مايعين ثغرك على الافترار، ويجعل الابتسامة تطرد ملامح الكرب عن وجهك ..إذا رأيت منكسراً فاجبر كسره.. كن أنت الذي يستخدمك الله لجبر الكسور ..
- العربة: يروي الكاتب قصةً لصاحبه عندما رأى عحوزاً تدفع عربةً بقرب الحرم مليئة بالحاجيات.. أخرج كل مافي جيبه، ودسّه في يدها . لم يمض الشهر، إلا وأضخم مبلغٍ يحصل عليه في حياته مودع في حسابه البنكي ..لن يدعك الله تجبر كسور الضعفاء ثم لا يشكرك..
- حجرة الخادم : أتترك من بيده ملكوت كل شيء و تنصرف إلى عبدٍ لايملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياتاً ولا نشورا…فكم هو مضحك أن يترك زائر ملك من ملوك الدنيا الانشغال بالحديث مع الملك ليدخل إلى حجرة الخادم ويتحدث إليه ..
- الحلم… والذكرى: إذا اراد أن يجبر كسرك أهلك مدينة بأكملها لأجلك، فهل يستطيع غير الله أن يجبر الكسور بمثل هذا؟ بعض الأشخاص يدخلون إلى عينيك ليسرقوا أجمل أحلامك.. ويتسللوا إلى قلبك ليمسحوا اروع ذكرياتك …و لكن كلما انطفأ حلم، خلق الله لك حلماٍ أجمل، وكلما بهتت ذكرى، صنع الله لك ذكرى أروع!..
- فنجان قهوة: الصلاة تردم هوة اليأس في أرواحنا … دعوات الوالدة دفء في شتاء الحياة، زيارة الصديق متعة في صخب العيش،.. فالحياة مليئة بالمجبّرات. وربنا يريدنا أن نسعد.. أن نبتسم… أن نحيا حياةً جميلةً …
- كن ساجداً: شكل الجنين في بطن أمه قريب جداً من شكل الساجد لله، فكن في حياتك ساجداً كما كنت في بطن أمك، يكفيك الله رزقك ويجعل أضيق الأماكن أهنأها….كن ساجداً بقلبك وإن رفعت رأسك!..
الهادي
هل تعبت من درب الضياع وتريد أن يمن الله عليك بأن يدلك إلى طريق النور والهداية ؟ أنت إذن مهيأٌ لبداية عهدٍ جديدٍ مع اسم الله الهادي…
- دفء: الهداية أصلها اللغوي يدل على الميل، وكأن الهداية ميلٌ عن الخطأ إلى الصواب، وعن الضلالة إلى الرشد، وعن التيه إلى الجادة. وكما أنه بهديك فكذلك يهدي اليك..
- ليست صدفة: يهديك بما تظنه صدفة، يهديك بآيةٍ تسمعها.. في صلاةٍ.. برؤيةٍ تراها.. بنصيحةٍ عابرةٍ. بتأمل! أما سماع القرآن فهو أصل الهدايات، ومن أعظم ماجعله الله سبباً لهداية عباده.. قال تعالى: “إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم” .فيستحيل على عاملٍ بما في القرآن أن يصاب بزيغٍ أو انحرافٍ أو نكوص.
- لا …ولا “: ومن أشكال الهداية أن ترى رؤيا فيها شفاؤك، أو تحذيرٍ لك، يقال إن أحدهم كان مريضاً، فرأى في منامه أن علاجه في لا و لا، فذهب إلى شيخٍ يسأله فقال له: أمهلني ..ولماعاد إليه أخبره بأن شفاءك في زيت الزيتون. قال تعالى في سورة النور: “يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ “….
- قبس من نور: يبصر من عليائه التائهين.. يرى هضاب الضياع وقد التفت من حول أرواحهم ..فيشعل لهم في الليل قبساً من نوره، فيرون به الطريق ويصلون إلى الجادة ….و قد يهديك ثم لا تقوم بواجب تلك الهداية من شكر وعمل بمقتضاها، فيسلبها منك. مثل الرجل الذي قال في الله ” واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ عنها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين”.
- بوصلة ضائعة: يروي الكاتب قصة شاب تاه عن رفاقه في في وسط الصحراء المظلمة؛ ليأتيه فجأةً شعورٌ ملحّ يأمره بأن يتجه إلى اتجاه معين..وهو ليس لديه معرفةٌ بالنجوم ..بوصلته ضائعة.. فيتجه إلى ذلك الاتجاه، وإذ بعينيه تلمحان بصير نورٍ…بأن رفاقك هناك.. في آخر نقطةٍ من الحياة… ينتظرونه بلهفة …و الآن حدثني عن ذلك الشعور؟.. ماهي المعادلة التي جعلته يبزغ في تلك اللحظة؟..أوليس الهادي! .
- ثم هدى: وهدايته سبحانه لا تختص بالبشر ،بل هو يهدي جميع خلقه.. قال جلّ من قائل: “قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى”.
- المستنقع: يروي الكاتب كيف يأمر الله شاباً بالهداية أن تصل إلى قلبه قبل أن يصل هو إلى مستنقع الخطيئة… ليلتفت إلى جهة أخرى ليست جهة المستنقع. إنها جهةٌ تطلّ من بين منحياتها منارة المسجد.. ليبدأ عهداً مضيئاً مع الهادي سبحانه وتعالى…
- ورقة: إذا أراد الله هدايتك، جعل ورقةً ملقاةً على الأرض تعيدك إليه… يروي الكاتب قصة رجلٍ كان يترنح في مدينته مخموراً، رفع الله اسمه بسبب ورقةٍ وجدها على الأرض وفيها اسم الله… ليقول باكياً وهو مخمور : اسم الله على الأرض، فحمل الورقة إلى بيته.. فنظفها وعطرها وقبلها ورفعها ..فتخيل كيف يهدي الله عباده! .
- حبل النجاة: تكون في غمرة النسيان فيذكرك به يهديك بحب يغمر فؤادك يعيدك إليه… يعلم يديك كيف تمسكان المصحف بعد سنين من الهجر… ولن يضل إلا من أغلق قلبه عن الهدى ودين الحق…
الغفور
إذا كنت قد تعبت من ذنوبك وخطاياك… وشعرت أن شؤمها قد نغص عليك حياتك ..وأن ظلاماً و قتامةً قد أطفأت في عينيك وهج الحياة… فاعلم أن الوقت قد حان لتدلف إلى عالم الأنس والمغفرة.. متلمساً معاني الغفران والتجاوز في اسم الله الغفور!
- السجن: بلاء الروح بالذنب أعظم بكثير من بلاء الجسد بالمرض…تخيل أنك في سجن ضيق عرض كل جدار فيه متر واحد فقط ؟ مامقدار الاختناق الذي ستشعر به.. الذنوب تجعل روحك في سجن شبيه بهذا السجن… إنها تحيط بك..قال تعالى ” وأحاطت به خطيئاته”
- هل تعلم: هل تعلم أن كل مصيبة من مرض أو هم أو حزن أو ألم هي بسبب معاصيك. يقول الله: “ماأصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير”
- وغدراتي: جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – شيخ كبير يدعم على عصا له ، فقال : يا رسول الله إن لي غدرات وفجرات ، فهل يغفر لي ؟ فقال : ” ألست تشهد أن لا إله إلا الله ؟ “ قال : بلى ، وأشهد أنك رسول الله . فقال : ” قد غفر لك غدراتك وفجراتك”
- هل نسيت: لماذا تعتقد أن ذنبك أعظم شيء في الوجود.. هل نسيت أنه الغفور الودود ؟ و هل نسيت أنه يفرح بتوبتك!
- طوبى: أتعلم ماالذي ينبغي أن تكثر منه في هذه الحياة.. ألا تمل من ترداده.. إنه الاستغفار.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “طوبى لمن وجد في كتابه استغفارا كثيرا” .
- لا تقنطوا: اسمع لربك الذي يعلم كل ذنب سيقترفه عبده من لدن آدم وحتى قيام الساعة …يعلم بتفاصيل تلك الذنوب وخطواتها وشناعة أمرها …قل تعالى: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا”
- أعظم مشيئة: الله سبحانه وتعالى شاء لك اشياء كثيرة… ولكن أتعلم ماهي أعظم مشيئة قد يمن الله بها عليك؟ أن يغفر لك! قال تعالى “ولله مافي السموات ومافي الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء”.
- الأجمل: لكن الغفور علم أن الذنوب ستفسد عليك حياتك …ستقهر روحك… فقال لك “أفلا يتوبون الى الله ويستغفرونه”..أليس هذا أجمل بحالهم.. ألم يملوا الكريات.. ألم يشتاقو للابتسام الذي يخرج من القلب… إذن لماذا لا يستغفرونه.!
- لاتندهش: والغفور يغفر دائما، ويغفر بكرمٍ مالا يغفره البشر. ويغفر بادهاشٍ !…فيغفر مابين الصلاة والصلاة، ومابين العمرة والعمرة..فتصير حياة العبد بين مغفرة ومغفرة …
- ابدأ: ابدأ عهداً جديداً مع اسم الله الغفور… افرح لأنه يغفر الذنوب وسارع في الاستغفار …قال تعالى:“قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”
القريب
أتشعر بالوحشة…. هل خذلك صديقك الحميم؟ هل تحس أن بينك وبين الناس حجاباً مستوراً فلم يعد يفهمك كما كان من ذي قبل…. مارأيك أن تدع هذا الحبيب وذلك الصديق ..وتنصرف إلى الذي لا يجفو من أتاه مقترباً.
فلتتعرف على معاني هذا الاسم لنستشعر قربه منا ولتتذوق طعم مناحاته في ليالي الوحشة !
- ياالله: تضيع دابة أحدهم فيمشي مبهوتاً.. فيراه ابراهيم بن الأدهم ويقول: ياالله لن أمشي خطوة حتى تعيد لهذا دابته.. فإذا بها تظهر من منحنى الطريق …
- من أجلك: يروي الكاتب عن صاحبه أنه دخل المسجد وما زال أثر الوضوء عليه، ومالبث أن شعر بألمٍ في أذنيه… لم يفتح شفتيه، وإنما قال بقلبه: ياالله كان ذلك من أجلك وحدك …فإذا بالألم يرتفع هكذا بدون مقدمات وبلا تدرج.
- دبيب النملة: قريب من جميع خلقه يراهم ويحميهم ..ومن قربه أنه يسمع دبيب النملة السوداء على الصفاة الصماء في الليلة الظلماء…يقول تعالى: “وماتسقط من ورقة إلا يعلمها”.
- يراك الان: مد يدك الآن .. أمددتها… لقد رآها…. يجب أن تؤمن بذلك !..استمع اليه وهو يهدئ من روع موسى عندما أعلن خوفه من الذهاب الى فرعون فقال له:”إنني معكما أسمع وأرى “
- ابتسم: ومن أجل الآيات وأكثرها أنساً في هذا الباب قول الحق: “الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين” ….إذا صفعتك المخاوف فابتسم ..وتذكر قربه منك سبحانه! فكل الأشياء التي تخاف منها ليست أقرب إليك منه!
- سبحانك: إنه القريب! فقط حرك شفتيك بذكره، تتفتح ابواب السماوات لصوتك ..لقد كان يونس في بطن الحوت ينادي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين …يقول الله في الحديث القدسي:” أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ؛ ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلى شبراً ، تقربت إليه ذراعاً ، وإن تقرب إلى ذراعاً ؛ تقربت إليه باعاً ، وإن أتاني يمشي؛ أتيته هرولة”
- وصلت إليه: ومن معاني قربه أنه يريك في كل شيء من حولك معنى يذكرك به! فهو قريب لا تحتاج حتى تصل إليه سوى أن يخطر ببالك..أن تشعر بقربه …أن تحس أنه يراك… ثم تقول: ياالله!
- إذا سألوك: يقول تعالى: “واذا سألك عبادي عني فإني قريب” .ومن نوادر التعابير التي تصيب بالحياء من القريب سبحانه قول أحدهم: ألا يستحق أن تحبه في اللحظة التي تغلق الباب على نفسك حتى تعصيه، يدخل لك الأكسجين من تحت الباب حتى لاتموت.!
- من بين الأدخنة: وفي أجواء المحن التي تعيشها الأمة، ومن بين أدخنة الحروب المهلكة ،يحتاج المؤمن إلى ثلاث مستويات معرفية متعلقة باسم الله القريب: معرفة قريه سبحانه إيمانا ويقينا، ومعرفة أن رحمت الله قريب من المحسنين، ومعرفة أن نصر الله قريب.
- الله: الله وأضربت دموعي خشية…. ارحم أنين الحب في دمعاتي …الله والتهب الفؤاد حرائقا…. ارحم لهيب الحب نبضاتي…..الله واندفعت حروفي لهفة …..ارحم شعور الحب في ابياتي
الخاتمة
وبعد …
فقد عرفت شيئاً عن بعض أسمائه، فعليك أن تتزود بمعرفة المزيد عنها وعن غيرها.. و أن تجعلها نبراس حياتك، وهداية قلبك ونور أيامك، لتحوز على سعادة الدنيا والآخرة.
وصلي الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم…
اقرأ أيضا ملخص كتاب فاتتني صلاة
آمل من الله تعالى أن أكون وُفّقتُ في تلخيص هذا الكتاب القيّم ….
والآن عزيزي القارئ يسعدني أن تخبرني عن أيٍّ من أسماء الله قد لامس قلبك وضمّد جراحك وأدخل السّكينة إلى روحك…